قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى: "لا يستوي منكم من أنفق (في سبيل علي وقاتل قبل الفتح (في مكة) أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا وقاتلوا بعده. وقد وعد الله كلاً منهم بأجر حسن 157.10 وبينما بشر أصحاب النبي ﷺ بالجنة عمومًا، هناك من وعد بالجنة فرادى كما ورد في حديث العشرة المبشّرين. ويُستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى هؤلاء العشرة العظماء من الصحابة الذين اختارهم النبي ﷺ بشرف أن يكونوا من أهل الجنة في حياتهم. يروي هذا العمل الموجز للإمام ابن الجواد حياة الصحابة المذكورين معًا في الرواية النبوية المعروفة الموجودة في سنن الترمذي: "أبو بكر في الجنة. عمر في الجنة. عثمان في الجنة. الكل في الجنة. طليعة في الجنة. الجنة الزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقّاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة. يركز المؤلف على هذه الشخصيات العشر العظيمة التي امتلكت شجاعةً عاليةً ومثابرةً وأخلاقًا رفيعة. لقد كانوا ملتزمين بإخلاصٍ بالله ورسوله (صلى الله عليه وسلم) ولإعلاء شأن الدين الذي أُرسل به. لقد نشروا الرسالة الإلهية إلى أقصى البلاد، وبذلك تركوا أثرًا دائمًا على من جاءوا من بعدهم. ويذكر حكاياتهم وسيرهم الذاتية وأهم إنجازاتهم. كانت حياتهم مليئةً بالحيوية حقًا ومدعومة بالصبر والامتنان الخالصين. وكما حفروا النصر والإنجاز في نفوس من حولهم، فإننا نأمل أن يترك هذا الكتاب إحساسًا واضحًا بالطاقة والدافع لكل قارئ ليتطلع إليه. كان المؤلف ابن الجوات (ت 597 هـ) عالمًا متعلمًا يمتلك معرفة واسعة. وبينما كان لا يزال شابًا، أصبح معروفًا بأنه شخص متدين ومهتم بالتعلم. لم يكن يضيع وقته في الخمول.