في عالمنا اليوم المتسارع، حيث تتسارع وتيرة الحياة بوتيرة مذهلة، لا يُقضى إلا القليل من الوقت في التفكير في الهدف الحقيقي لوجود الإنسان. بل إن الأهداف الرئيسية للحياة هي إشباع الشهوات الجسدية وتكديس السلع المادية الفارغة لفترة وجيزة من الزمن، على حساب اتباع الهداية الإلهية. إن انتشار الجشع والرذيلة بشكل كبير هو ما أهلك الأمم من قبل، وهو نذير شؤم على اقتراب الساعة. ورغم طول أعمار الناس، فإنهم يقضون وقتًا أقل فأقل في الاهتمام بحاجاتهم الروحية، مفضلين بدلاً من ذلك تركيز انتباههم على الملهيات العديدة التي أتاحتها التكنولوجيا سريعة التطور. وإذ تسحرهم جاذبية هذا العالم الزائفة، تُصاب النفوس بالأمراض وتموت في النهاية. فالروح الميتة غافلة عن هدفها الحقيقي، غافلة عن اللقاء الحتمي مع خالقها؛ ملكنا العظيم الله العلي. أما أولئك الذين يرغبون في عيش حياة روحية فهم أقلية. وهكذا يجب على طالبي رضى الله أن يسلكوا الطريق الصحيح، لئلا تذهب جهودهم سدى.
