قال أبو حاتم الرازي: "لم توجد أمة منذ خلق آدم يحفظ أمناؤها أحاديث الرسل مثل هذه الأمة". ويحمل علم الحديث أحق الناس به من كل جيل، فيوبخون المتطرفين على تحريفهم، والمبطلين على تحريفهم، والجهلة على تأويلاتهم الباطنية. وينقون السنة، ويعيدون ترتيب أولويات الناس إلى الأحاديث النبوية. وقد ألفت كتب لا تحصى في علوم الحديث، ومكانة علمائه، وشرف المتمسكين بالسنة والآثار الواردة فيها. ويُعد هذا الكتاب من أرقى الكتب في هذا المجال من حيث ترتيبه وسهولة استيعابه. يروي الخطيب الأحاديث النبوية وأقوال المحدثين والعلماء المشهورين، من خلال إسناده الخاص؛ وهذه ميزة فريدة لهذا الكتاب. وقد أشار ابن حجر بدقة إلى ذلك قائلاً: "يعلم كل عاقل أن علماء الحديث من بعده مدينون لمؤلفاته". وليس من الصعب إدراك سبب ذلك، فالخطيب كان من آخر جيل من العمالقة الذين بزغوا فوق غيرهم. وقد ألّف عددًا من المؤلفات الرائدة في أدب الحديث. ويشرف دار السنة أن تنشر طبعتها الأولى من كتاب "شرف أصحاب الحديث" للإمام الخطيب البغدادي للناطقين باللغة الإنجليزية. إنها مقدمة مرحب بها تتيح للشخص الاطلاع على أدق العلوم الإسلامية.