كتاب "الغزالي في الحلال والحرام"هو الفصل الرابع عشر منكتاب "إحياء علوم الدين"، الذي يُعدّ على نطاق واسع أعظم عمل في مجال الروحانية الإسلامية. كتبه أحد أشهر علماء الدين الصوفيين على مر العصور،وكتاب "الحلال والحرام"يختلف عن غيره من الأعمال الإسلامية التي تناولت القضايا الشرعية؛ إذ يهدف أبو حامد الغزالي هنا إلى تعليم قرائه أولاً نظرية الحلال والحرام وكيفية التعامل مع المسائل المشكوك فيها أو الغامضة، وثانياً كيفية تطبيق المعرفة التي اكتسبوها في حياتهم اليومية. والداعم الرئيسي لهذا التطبيق، وخاصة في الأمور غير الواضحة، هو الحيطة والحذر، ويشرح الغزالي مراتب الحيطة اللازمة، بدءاً من حيطة الصالحين وانتهاءً بحيطة الأولياء. وهكذا تصبح الممارسة الصادقة لما هو مشروع والكف عما هو غير مشروع جزءًا لا يتجزأ من الحياة الروحية.
